مدينة ارم ذات العماد

من الألغاز التي أرقت المستشرقين الغربيين و حتى العلماء العرب أين توجد مدينة ارم ذات العماد، اطلنتس الرمال كما سماها الأثريون في الغرب؟

هذه المدينة حقيقة و ليست اسطورة كما يظن البعض، فقد ذكرت في سياق قصة نبي الله هود عليه السلام مع قومه عاد الجبارين الكافرين و كان ذلك بالأحقاف و هي الكثبان الجبلية من الرمال.

و ذكرت في 26 موضع في القرآن كما قال الله تعالى:( ألم ترى كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) “الفجر”. حيث كان مصيرهم الهلاك بالريح الصرصر إلا من آمن مع هود عليه السلام.

اين تقع مدينة ارم ذات العماد

هذا من الناحية الإسلامية اما من الناحية الأثرية فقد استلهمت مدينة ارم ذات العماد الكثير من المستشرقين و الباحثين الغرب بداية من رحلات توماس 1933 ثم لورنس العرب المشهور تاريخيا.

ثم كريستوفر كلاب clapp حيث استدل في الثمانينات بخرائط الرادار لمسح الربع الخالي من طرف وكالة الفضاء ناسا(NASA). دلت تلك الخرائط على طرق قديمة كلها تصب في حوض واحة شصر شمال عمان و جنوب شرق السعودية. و لما ذهب فريق التنقيب الى عين المكان بواحة شصر وجد حصن قديم عمره قرنين،

و لكن المفاجأة أن تحت هذا القصر عثر على بقايا أعمدة بناء ضخم كقلعة و ذلك بمسافات عميقة تحت الرمال يصعب استخراج هذه الآثار. و تلك القلعة ما هي إلا جزء من مدينة ضخمة غاية في التطور يصعب جدا كشفها حسب علماء التنقيب لأنها انهارت فجأة أسفل كهف عميق تحت الأرض! و ألف فر يق البحث كتاب حولها عام 1992.

المستطيلات و مدينة ارم ذات العماد

آثار المستطيلات بالعلا السعودية
مدينة ارم ذات العماد بالصور.
آثار المستطيلات بالعلا السعودية

و اخيرا و ليس آخرا نشرت وزارة الآثار السعودية تقرير مفاده أنه أثناء التدقيق من طرف الطبيب عبد الله السعيد و الأسترالي كينيدي في خرائط google Earth سنة 2008 لمنطقة بركانية في منطقة العلا شمال غرب السعودية عثر على آثار حجرية على أشكال غريبة مستطيلة فأطلق عليها لقب المستطيلات (انظر الصورة)، طولها 600 متر و ارتفاعها 1.2 متر على امتداد آلاف الأميال. فهل تعود ل مدينة ارم ذات العماد المفقودة؟

المثير و المميز في هذا الاكتشاف أن عمر هذه الاثار قدر ب7000 آلاف سنة! و ذلك بتقنية العناصر المشعة. أي قبل أهرامات مصر و ستونهنج ببريطانيا. و يعتقد الكثير من العلماء مثل توماس أن هذه المستطيلات من صنع حضارة متقدمة علميا تعود للعصر الحجري الحديث حيث كان المناخ مطير و الأرض خضراء منتشرة في الجزيرة العربية كما جاء في حديث صحيح للصادق المصدوق رسول الله صلى الله عليه و سلم: ستعود جزيرة العرب مروجا و انهارا كما كانت.

و قد تم نشر هذه الاكتشافات عام 2017 في العديد من المجلات و المراجع اكتشاف المستطيلات بمنطقة العلا wikipedia

هل بنى قوم عاد أهرامات مصر؟

رجح العديد من الباحثين ان قوم عاد العمالقة هم من بنى اهرامات الجيزة ، منهم الدكتور سمير عطا.

و لكن لا ارجح ذلك لانه ورد في تفسير السلف الصالح لسورة الاحقاف ان عاد سكنوا باليمن و ليس بمصر و الله اعلم.

كيف بنيت الأهرامات؟ معضلة أهرامات مصر

أين تقع اطلانطس؟

في هذا السياق تجدر الإشارة الى اشهر الروايات انتشارا في الاوساط الشعبية و العلمية الا وهي مدينة اطلانتس المفقودة!

قبل حوالي 12 ألف سنة كان مستوى سطح البحار في العالم اخفض ب120 متر عن مستواه الحالي، ثم و بشكل مفاجئ و مع نهاية العصر الجليدي الاخير و ذوبان الجليد نتيجة التغير المناخي نجم عنه كوارث ضخمة و زلازل و ارتفاع لمستوى سطح البحر بشكل درامي. مما أدى الى غرق مدن ساحلية و حضارات قديمة متقدمة!

من بين تلك الحضارات راجت رواية عن افلاطون اشهر فلاسفة اليونان، حول حضارة اطلانتس الغامضة التي وصف عاصمتها مكونة من حلقات من اليابسة و حلقات مائية في غاية من التقدم العلمي و اهلها متقدمون خلقة و علما. و تقع خلف اعمدة هرقل(مضيق جبل طارق). و هذا نقلا منه عن جده صولون عن كهنة مصر القدماء!

ثم انحرف زعمائها و اغتروا بعلومهم و اخذوا في غزو الشعوب المجاورة، مما ادى الى نهاية اطلانتس الحزينة و غرق عاصمتهم بين عشية و ضحاها تحت البحر. و الملاحظ في سياق هذه الرواية لافلاطون انها متوافقة جدا مع قصص الطوفان المتداولة في سجلات الحضارات القديمة، بل و حتى في نصوص الكتب السماوية و القرآن الكريم كصة نوح عليه السلام و الطوفان العظيم و السفينة. و هذا ما دفعني الى ذكرها هنا.

و لكن ما اثار شغف العلماء و الباحثين بل و حتى الحكومات عبر القرون هو أين بقايا مدينة أطلانتس المفقودة؟!

و هنا طفت على السطح العديد من الفرضيات حول مكان غرق اطلنتس كلها غير مؤكدة و غير مجمع عليها، لعل أشهرها:

خلف مضيق جبل طارق(جزر الازور)

استنادا الى رواية افلاطون التي حددت وجود اطلانتس خلف اعمدة هرقل اي خلف مضيق جبل طارق، بحث الكثير من العلماء منهم عالم الفيزياء غوتشر بجزيرة سبارتل الصغيرة الغارقة بالقرب من المضيق باستخدام احدث وسائل التصوير تحت الماء r.o.v. و لكن عبثا لم يعثر على اي ادوات او آثار لحضارة غابرة!

عين الريشات بموريتانيا

من اقوى الفرضيات و تستند الى ابعاد عين الريشات المكتشفة حديثا عبر وكالة الفضاء ناسا الأمريكية.

حيث ان ابعاد دوائر عين الريشات متطابقة مع الابعاد التي ذكرها افلاطون خول حلقات عاصمة اطلنتس.

بسواحل كوبا: سور بيميني

من ابرز ما دعم المعتقدين باطلانطس هو اكتشاف سور غامض في اعماق المحيط الاطلسي قرب سواحل أمريكا الاتينية.

و عام 2001 تم رصد مدينة غامضة غارقة على شكل اهرامات بالقرب من جزيرة بيميني بسواحل كوبا، و الغريب في الأمر انها على عمق 650 متر من سطح البحر! مما اثار دهشة و شكوك علماء الجيولوجيا الذين قدروا عمرها بازيد من 50 الف سنة! وليس 9 آلاف سنة ق.م كما جاء في رواية افلاطون.

غلاف كتاب الحضارة المفقودة و بناء أهرامات مصر.
غلاف كتاب الحضارة المفقودة و بناء أهرامات مصر. pdf

اشتري كتاب الحضارة المفقودة و بناء أهرامات مصر

كيف بنيت اهرامات مصر؟ و لماذا؟

الخاتمة

العبرة التي نستخلصها من دراسة آثار الحضارات القديمة و احوال زوالها، هو تنبيه و تحذير انسان عصرنا ، فسنن الله الكونية ثابتة لا تتبدل.

و انا لا اهدد او اثير الخوف فعلم الغيب عند الله وحده، و لكن قد وردت احاديث صحيحة عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم، تشير بزوال التكنولوجيا قبيل قيام الساعة(راجع كتب الحديث)، و سيناريو زوال تكنولوجيات و علوم الحضارات الغابرة كقوم عاد و غيرها من الحضارات سيتكرر في آخر الزمان و سيعود البشر الى الخيول و الحياة البسيطة!

فليحذر انسان العصر من غروره التكنولوجي و عليه استخدامها في طاعة الله و نفع الانسانية، لا في ظلمه و فساده.

نسأل الله العفو و العافية.

انشر المحتوى الهادف

موضوعات ذات صلة