أصل الإنسان

الحلقة المفقودة في أصل الإنسان: هل يقدم القرآن إجابات عن اسئلة العلم؟

مقدمة

منذ اكثر من عشرين سنة أثار انتباهي سؤال مثير مفاده: ذكر الأوساط الإعلامية لنظرية غريبة عن مجتمعنا حول أصل الإنسان، حول نظرية التطور المتمخضة عن الفكر الغربي يزعم التنوير و لكن يخفي خلفيات ايديولوجية. 

تصور تلك النظرية الإنسان الأول في حضيض البدائية كالبهائم! و هو ما يناقض النصوص الصريحة لقصة آدم العالم الواردة في القرآن و الديانات السماوية. ﻓﺄي ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ؟ و ﻣﺎ ﻫﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺸﺎﻓﻴﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ؟

لشراء و تحميل كتابي الإلكتروني”أصل الإنسان بين العلم و الدين” اضغط هنا

قبل أن نغوص في التفاصيل اذكر انه رغم نقدي فرضية الأكادميين لكني لا ادافع على نظرية المؤامرة  بلا دليل، بل منهجي مدعم بالأدلة العلمية وفق الموضوعية.

تم الإعلان مؤخرا عن اكتشافات مهمة بمنطقة عين الحنش بولاية سطيف بالجزائر المصدر:مجلة العلم science العدد 29 11 2018

تتوافق إلى حد بعيد مع الاكتشافات و الاعتقادات السابقة في إثيوبيا “غونا” حول آثار حيوانات و أدوات حجرية تعود لأزيد من 2 مليون سنة!! فهل لها علاقة بمنشأ الإنسان القديم.
 حيث أن هذا الرقم بعيد جدا عن الوارد في نصوص اهل الكتاب و حتى في بعض الأحاديث الصحيحة منها (بين آدم و نوح عشر قرون كلها على التوحيد) عن النبي عليه السلام “صحيح مسلم”. فما هي الحقيقة ؟ 

و ما هي أدلة رجال الدين و العلم الحديث  حول هذه المسألة الكبرى؟

غلاف كتاب اصل الإنسان بين العلم والدين

كرونولوجيا أهم الاكتشافات الأثرية لما قبل التاريخ:

خدعة بلتداون

وضح الدكتور زغلول النجار في أحد محاضراته مهنة التزوير لبلتداون الذي يزعم بعثوره على الحلقة المفقودة في تطور الإنسان بتزويره لجمجمة. bbcطالع المصدر 

_بدأ ظهور الإنسان العاقل :
 .ب في الظهور منذ حوالي 300000 عاماً (حسب الإكتشافات الأخيرة بجبل ايغود بالمغرب) حيث وجدت الكثير من العظام المتحجرة التي تؤرخ لهذا الوقت، بالإضافة الى اكتشاف انسان دينيسوفان بالصين ويسمي العلماء البشر المعاصرين باسم الإنسان العاقل homo sapiens.
 وقد اكتُشفت أحافير للبشر المعاصر في كهف بوردر على الحدود بين جنوبي إفريقيا وسوازيلاند، ويبلغ عمرها 90.000 عاماً، ويبلغ طول الإنسان من البشر المعاصرين أكثر من 170سم.
_ اتقن الإنسان الحديث تقنية ضرب الحجارة وتصنيعها إلى أدوات تساعده في معيشته . ومما يلفت النظر ما خلفه هؤلاء القدماء من سكان الكهوف وما رسموه في كهوفهم في جنوب فرنسا وفي إسبانيا رسوم تجريدية رمزية (رسوم الكهوف) يرجع تاريخها إلى نحو 35.000 سنة . 
كما عثر في جنوب أفريقيا على أدوات مصنوعة من العظم وتعد أقدم ما عثر عليه منذ نحو 77.000 سنة في كهف بلو مبوس

مجلة nature(1). 
قد كان الرأي السائد أن البشر العاقل تطور فجأة من البشر الأكثر بدائية في شرق أفريقيا منذ حوالي 200 ألف سنة، ومنها انتشر في جميع أنحاء أفريقيا، وفي نهاية المطاف إلى بقية كوكب الأرض.
 ويبدو أن اكتشافات البروفيسور هوبلين تلغي وجهة النظر هذه.
(انتجت هذه المقالة بالتنسيق مع موقع نيتشر ميدل إيست)
 _ ما تم كشفه من حفريات في عين الحنش بسطيف و أعلن عنه سنة 2018 من طرف الباحث “محمد سحنون”  بعد 20 سنة من البحث. لمزيد من التفصيل تفضل بتحميل الكتاب أصل الإنسان بين العلم و الدين

 و هي ليست بعيدة عن الآثار المكتشفة بأثيوبيا بشرق إفريقيا سابقا 
و أدعم ترجيحي لهذا الرأي بالأدلة التالية الواردة معضمها بمجلة العلم الأمريكية الشهيرة American Science:

اكتشاف في المغرب2017

·   من أبرز هذه الأدلة العثور بجبل ايغود  بالمغرب سنة 2017 على جماجم بشرية يعود عمرها حسب ادق طرق التألق الحراري إلى 300 ألف سنة طالع مصدر ويكيبيديا ، اي أقدم ب 100 ألف سنة عن الاعتقاد السابق! حسب الدكتور هوبلين الألماني.

نماذج حفريات جبل ايغود بالمغرب 2017

    نماذج حفريات جبل ايغود بالمغرب 2017 يعيد كتابة تاريخ البشرية     . المجلة                                                 

اختلاف الباحثين و العلماء حول المسألة

يختلف العلماء بشكل كبير حول تقدير زمن نشوء أول انسان على سطح الأرض و كيفية نشوئه. خاصة بين علماء الدين و الجيولوجيين ، و حتى بين علماء الجيولوجيا أنفسهم.

أصحاب نظرية الخلق (الخلقيين):

حجتهم لا يمكن ردها  أبدا علميا او نقليا (حسب الأدلة الشرعية و العلمية السابقة) هذا  مجملا و تفصيلا ، إلا من حيث تفصيل المدة الزمنية الواردة في بعض الاحاديث التي قد تكون ضعيفة ( بعضها مأخوذ عن التوراة أي الإسرائيليات التي لانصدقها و لا نكذبها).

إذ يستحيل أن يوجد هذا العالم البديع بمخلوقاته المبهرة لوحده هكذا عن طريق الصدف . 

الأدلة الشرعية:

    • ملحوظة: القرن يحتمل معنى آخر أكثر من 100 عام ، عمر حضارة قوم أو جيل. و أنا لا نجزم بصحة بعض هذه الأرقام  حيث أن بعضها مؤخوذ من الإسرائيليات  (التي لا تصدق و لا تكذب) و لكنها أقرب إلى الصواب من الأرقام التي تتحدث عن أكثر من 2 مليون سنة المرفوضة و البعيدة عن الواقع.

  بعض الأرقام المقدمة من قبل علماء الانثروبولوجيا تنافي أرقام النصوص الدينية: مثل عن ابن عباس رضي الله عنه عن قول الرسول صلى الله عليه و سلم كان عمر آدم ألف سنة، قال ابن عباس: وبين آدم ونوح عشرة قرون، وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون، وبين إبراهيم وموسى 700 سنة، وبين موسى وعيسى 1500 سنة، وبين عيسى ونبينا صلى الله عليه وسلم 600 سنة. (الفترة بين ابراهيم وموسى عليهم السلام مأخوذه عن التوراة “الإسرائيليات”).

و روى الطبراني في المعجم الكبير(7545/8/118) أن رسول الله (ص)سؤل انبي آدم قال نعم ،قيل كم بينه و بين نوح و ابراهيم قال “عشرة قرون”  قال كم كان بين نوح و ابراهيم قال “عشرة قرون” ، قال كم كانت الرسل يا رسول الله قال “ثلاث مئة و خمسة عشر”. و روى مثله في االمعجم الأوسط [(403) 1\ 128] .و قد اختلف في صحته :  فصحح جمع من العلماء  هذا الحديث مثل الألباني الذي صححه بشواهده و شعيب الأرنؤوط .

كما ان “عن ابن عباس رضي الله عنه أن : بين آدم ونوح : عشرة قرون كلها على الإسلام” وردت على شرط البخاري. 

الخاتمة 

إن اقرب نظرية جيولوجية إلى الحقيقة و إلى النصوص الصريحة للقرآن الكريم هي ما ذهب  إليه  فريق من علماء الجيولوجيا ان عمر الإنسان على الأرض هو حوالي 300 ألف سنة ، حسب الأدلة الأثرية الواضحة التي عرضتها في هذا البحث.

و اما ما عثر عليه و زعم أنه يعود لملايين السنين فهو إن صح فهو يعود لحيوانات ما قبل التاريخ و مجرد ترجيح لنظريات لا زالت تحتاج لأدلة جازمة  تثبتها و الله أعلم.قال الله عز و جل :(الذي احسن كل شيء خلقه و بدأ خلق الإنسان من طين ) “السجدة :07″و لا ينبغي أن اتعمق اكثر من هذا الحد كي لا أقع في التكلف المنهي عنه شرعا ،و لا أضعف تركيز القارئ.

و الله أعلم.                                                                          لمزيد من التفصيل تفضل بتحميل الكتاب

المصادر :

   Christopher S. Hinshelwood et al.: Emergence of Modern Human Behavior: Middle Stone Age Engravings from South Africa. In: ساينس, Band 295, 2002, S. 1278–1280, doi:10.1126/science.1067575. Siehe dazu Auch die Abbildung in The Japan Times vom 13. January 2002 نسخة محفوظة 22 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين. 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *